Muhamed Admin
الأوسمة :
عدد المساهمات : 416 تاريخ الميلاد : 02/06/1991 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 33
| موضوع: حـــــــدث في رمضــــــــــان الأحد أغسطس 22, 2010 5:55 pm | |
| السلام عليكم رحمة الله وبركاته ..أما بعد ..فنحن الآن في شهر عظيم مبارك تضاعف فيه الحسنات وتتنزل فيه الرحمات ..شهر رمضان .. الشهر الذي أنزل فيه القرآن .هو شهر رمضان الذي جعل الله في كل ليلة فيه عتقاء من النار ..فاللهم اجعلنا منهم يارب العالمين ..شهر رمضان أيضا شهر حافل بالأحداث العظيمة والفتوحات العظيمة ..فهذه غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة .. وهي أول غزوة غزاها المسلمون فكانت نصرا وعزة للمسلمين ..وعلى الرغم من قلة عدد المسلمين وقلة عدتهم وعتادهم فقد انتصروا بفضل الله - عز وجل - .نصرهم الله - عز وجل - على أعدائهم على الرغم من الفرق بينهم في العدة والعتاد ..نصرهم الله لما كانوا عليه من توحيد ربهم وتمسكهم بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - كانوا أتقياء صالحين . كانوا يقيمون شرع الله ويطبقونه ويعملون به حتى أصبح واقعا يعاش ..كان سلاحا في الغزوة الايمان بالله .. وكان قلوبهم متعلقة بأمر الله فوالله انها لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة عندما حققوا الاسلام هكذا وأقاموه في قلوبهم أقام الله دولتهم في الأرض وأيدهم بالنصر من عنده .""وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"" ، "إن ينصركم الله فلا غالب"ولا عجب في أن من تمسك بدين الله وأطاع رسول الله نصره الله .ومن تخلف عن ذلك وأشرك .. فهو معرض للمذلة والهوان وقد توعد له الله .فالله ناصر من ينصره ونصرته اقامة دينة واتباع نبيه - صلى الله عليه وسلم - ومن تخلف أوقع الله به الهزيمة وسلط عليه الذل :"وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده"فهكذا كانت بدر .. وآخر غيرها من غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانظر إلى فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة.هذا الفتح الذي لم يشهد العالم فتحا مثله من قبل ولم يشهد به بذلك بعد..هذا الفتح الذي كان من غير قطرة دم ..هذا الفتح العظيم الذي علت فيه راية المسلمين وذاع حسهم وعلا صوتهم وكانت لهم الغلبة في الأرض ..فأصبحت الرهبة في قلوبهم أعدائهم ..فتح مكة ودخول البيت الحرام كان وعدا وعده الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - "لقد صدق الله رسول الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله ءامنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا"___________________وهكذا وعد الله سار في ارضه إلى يوم الدين .. من نصر الله نصره وأيده بنصر من عنده ..والله لا يخلف الميعاد..وكذلك كان الأحداث والمشاهد الكبرى التي كانت في هذا الشهر الكريم ..فكانت معركة مرج دابق ..وفتح الأندلس في السنة الثانية والتسعون من الهجرة..ومعركة عين جالوت في السنة الثامنة والخمسون وستمائة 658..وفي رمضان سنة ثلاث وتسعون وثلاثمائة والف من الهجرة 1393 الموافق للسادس من أكتوبر 1973 من التاريخ النصراني..نصر الله تعالى المسلمون وحرروا سيناء من قبضة اليهود .. ونصرهم الله على الأعداء ..نصرهم الله على هذا الجيش الذي ظن أنه لا يُقهر ..تخطوا كل شيء من الحصون المحصنة التي ظنوا أنها مانعة لأي شيء مهما كان ..في هذا اليوم هو أعز ذكرى على المسلمين ..حينما خرج المسلمون مجاهدين .. وقد كانوا صائمين . خرجوا لينزلوا بأعدائهم الذل والهوان .خرجوا موحدين الله وفي قلوبهم ايمان بالله .خرجوا لا يخافون لومة لائم .. وانظر إلى الجندي المصري . خير أجناد الأرض .هم الذين وصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم خيرا وأبى الله إلا أن يحفظ على أرض الكنانة دينها وعلى أبناءها اسلامهم وان يعزهم الله تبارك وتعالى بدين الاسلام العظيم وتحطمت الأسطورة اسطورة الشعب الذي يده طـُــولـَــى فمهما أراد ان يصل اليه بيده وصل أراد الله تبارك وتعالى أ يحطم اسطورة الجيش الذي لا يُقهر فسيم العذاب وصار كالدجاج لا يجد مأوى وقد علت عليه السباع ..ونصر الله رب العالمين المصريين وجند الشام نصرا مؤزرا وحاق بيهود ما كانوا يوعدون.. ولها أخوات إذا عاد الحق وفاءوا إلى طريق الرشد ورفعوا راية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله "وكذب من قال إن يهود لم تكن تخشى المسلمين بعد النكبة فهذا وهم واهم وخيال عابث وإنما كانوا منهم على الرهبة ..والدليل ما كان فهذا مانع مائي عظيم سلطت عليه انابيب النابالم حتى إذا ما بدأ المصريون في العبور لذلك المانع المائي اشتعلت القناة نارا .. فأعدوا ذلك ثم أعدوا السد الترابي ،، واجتيازه لا يكون إلا بشبه معجزة تأتي من قبل مَن هو على كل شيء قدير ..إلى ما وراء ذلك من خط بارليف ، ووضعوا العسكرية على المحَكّ لينظر العالم كله إلى هذا الجند المسلم من أرض الكنانة وقد صدّ قبلُ أمواج الهمجية التترية وامواج الفوضى الصليبية وكل غاز أراد ان يعبر إلى ديار الاسلام تحطم على صخرة هذه الأمة المباركة وبسواعد أبناءها تحركها عزمات ايمانها بقلوبها بأنه لا إله إلا الله ...وأننا إنما ندور على أحد أمرين وهما حُسنيان معا : إمَّا النصر وإما الشهادة فجازوا تلك المعامع كلها ولم يقف في وجههم شيء ولا صدهم عن بُغيتهم صادّ .. في مثل هذا اليوم نصر الله رب العالمين جنده وصار اخوان القردة والخنازير كعجوز تلطم مولولة تستجدي أمم الكفر العتاد والسلاح والمؤنة وهؤلاء يرفعون شعارا واحدا .. "" الله أكـبــــــــــر "" ...الله أكبر من كل شيء .. الله أكبر من موانع الماء وموانع التراب وسواترها ..الله أكبر من كل خط دفاع .. الله أكبر من الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ ..الله أكبر من كل عاد معتد أثيم .. الله أكبر من أمم الكفر كلها ..فكان النصر .. وكان درس مطروح ، كان في مثل هذا اليوم، وما زال درسا مطروحا إلى اليوم ، وسيظل ..فعندما تحيد الأمة عن منهاج النبوة .. عندما يصير المجتمع مستنقعا كبيرا .. عندما يصير المجتمع مستنقعا كبيرا ترتع فيه نوازع الرذيلة ، وتنطلق فيه الشهوات من عُقـُـلها ولا تجد فيه مكانا تحمي فيه سمعك وبصرك ، ولا تحمي فيه من الفتن نفسك ،، حتى المساجد أفسدوها وعَدَوا عليها فخربوها وجعلوا فيها من أهل الجهل مَن جعلوا، ومن أهل الحزبية من أفسدوا على الناس أمور دينهم فصارت كمساجد غرار لا يجد المرء فيها بُغيته ولا يلقى فيها سكينته ، ولا تستقر فيها روحه على قرار ..وَقـَـعَ ما وَقع من تغيير لدين الاسلام العظيم ، ثم أراد الله تبارك وتعالى بالنكبة أن يخرج الناس من نداء باطِــل ٍ ..بقول قائلهم : أمجاد يا عرب أمجاد إلى قول : الله أكبر .. فبها نـُنصر إذا ما حققناها في النفوس والضمائر والقلوب وكانت واقعا يُعاش في الحياة ..وكانت موقعة من المواقع الظافرة تـُـعيد إلى العالم نسائم الماضي البعيد .نسائم يوم بدر .. نسائم يوم عين جالوت .. تعيد إلى الأمة نسائم ترطب القلوب ، وتحنو على الأفئدة ليعلم الناس أن الله على كل شيء قدير ، وأنه لا يُعجزه أحد ، ولا يُعجزه شيء .وليُغلبَنَّ مُغالبٌ غلاب ِ ،، نصر الله رب العالمين جُنده ، وكانت الامة على قلب رجل واحد فتعجب كيف زالت الأحقاد في لحظة واحدة كيف انمحقت الأحساد في ثانية أو أقل منها ، كيف صار الناس قلبا واحدا نابضا تضرع إلى الله بأكف ضراعة نقية تقية لا سارقة ، ولا غاصبة ، ولا مرتشية ، ولا ملوثة بدماء تعذيب البشر ، وإنما هي خاضعة لله نقية ، وهي ذليلة لله تقية ..كيف تحول المجتمع كله في لحظة واحدة إلى قلب تقي نابض بالصدق وروح موحدة ناطقة بالحق ؟!كيف تكافل الناس ، كيف تآزر الناس ، كيف تكاتف الناس وتآزروا وتعاونوا ، وكيف فزعوا جميعا إلى الله ، لينصر جنده وكان الجُند بين النكبة والنصر قد رُقوا على معرفة الحق وسارت فيهم دُعاة يدعونهم إلى دين الهدى وإلى دين الحق الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلموهم معاني الجهاد ، وعرفوا معني الشهادة ، وحلاوة الاستشهاد فلم يكونوا ممن يُقاتل عن أرض بلا هُوية ، وإنما هي أرض اسلامية إذا مات مُدافعٌ عنها فقد مات شهيدا فهي أرض الاسلام .. هي هذه الكنانة ؛ كنانة الله في أرضه ، الصخرة التي تتحطم عليها أمواج الغزاة بفضل الله ، وهم من أرض الناس قلوبا ومن أخشعهم نفوسا ومن أتقاهم أفئدة إذا عرفوا الحق ولزموه وقد وصى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن ذلك خاصا بقطر ولا شعب ،، وإنما هو لعموم الأمة بجميع أجناسها وبكل الناطقين بلغاتهم يشهدون آخرا .... أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله ..... كان نصرا عزيزا .. ودرس يُستلهم .. وحادَ مَن حادَ بعدُ حتى حُرق الحرم الابراهيمي واعتـُـدِيَ على المصلين فيه في شهر رمضان ..فإن شئت أن تجعل السجلين .. سجل الانتصارات في رمضان ، وسجل الانكسارات في رمضان فاصنع ..ولكن ما هو العامل المشترك بين هذين الأمرين هـــــــــــــــــــو:إذا تمسكتم بدين الله نصرتم ، وإذا خفت قبضتكم على دين ربكم كسرتم وهزمتم ، ولن يعود إليكم مجدكم ،ولن يحترمكم العالم - واحترمه لكم مطلوب ؛ لأنهم إن لم يحترموكم فلن يسمعوا لكم دعوتكم وأنتم أمة داعية ، داعية إلى التوحيد ، إلى الاسلام العظيم ، ليس لكم قيمة إلا بهذا فقيمتكم باسلامكم ، قيمتكم بدينكم ، قيمتكم بتوحيدكم ، - ..فبعد هذا العرض السريع نريد ان نتعلم درسا .. درسا حقيقا .. مبني عليه إما حياة حقيقية .. وإما حياة أذل منها الذل ذاته ..فعلينا أن نرجع إلى ديننا بتحقيقنا لتوحيد ربنا واتباع أمر نبينا - صلى الله عليه وسلم - باتباع الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين ..فنسأل الله رب العالمين ان يرينا الحق حقا فنتبعه .. وان يثبتنا عليه ..وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله **********************************
خطبة يوم الجمعة 10 من رمضان 1431هـ.
لفضيلة الشيخ /
محمد سعيد رسلان
حدث في رمضان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
*******************************
| |
|